ذكريات البشر والصحراء

مثل هذا الوقت من كل عام منذ سنوات اعتدت القيام برحلتى السنويه الى مكان ما فى صحراء مصر الغربيه ،ورغم مشاق الرحله لكنى كنت اتوق اليها قبل موعدها ،ويومها استيقظ مبكرا جدا لنبدأ الرحله .

وعندما نقترب من الصحراء وتبدا جبال الرمال قى البزوغ ينتابنى احساس غريب بانى امام بشر صموت _ليس لان ذلك طبعه، ولكن لانه لم يجد من يبوح له_ فعليك ان تقترب وتمد يدك لتغرس وتزرع وتروى وتراعى اولا،واما ان تكون تلك الارض طيبه تبادلك عطاءا بعطاء، واما تكون قاسيه ككثير من البشر تبتلع عرقك وجهدك واحلامك ولا تمنحك سوىالحسره على ما فات..

ونصل اخيرا لتلك القريه الصغيره التى تبدو بمنازلها القليله المتشابهه كواحه لاحيا اسبوع او اثنين تلك الحياه البدائيه التى عاشها اجدادنا حيث لا كهرباء ولا وسائل اتصال من اى نوع كان البوتجاز هو اقسى ما هو متاح من منتجات العلم الحديث ورغم ذاك كنت سعيده_يبدو انى كائن بدائى بطبعى
استيقظ فى الصباح باحساس رائع من الراحه لاتنفس هواء نظيف


اقضىوقت الفراغ وهو جل الوقت فى القراءه
فلا انسى بالطبع اصطحاب بعض الكتب والروايات معى.

فى احدى المرات رافقتنى الرحله جدتى العجوز التى لم تعرف القراءه وكنت عندما انتهى من قراءه احدى الرويات اقصها عليها لتشاركنى النقاش ،ولا انسى دموعها حين تحدثنا عن الملك لير وبناته- لكم اشتاق اليكى جدتى واعلم انك

تشعرين بى غفر الله لك وانار قبرك ومتعك بصحبه الحبيب المصطفى_اسالكم الفاتحه والدعاء

وكانت اسعد الاوقات عندما تهم الشمس بالمغيب فاخرج للحديقه التى لم تكن اشجارها قد اثمرت بعد لا مارس هوايتىفى ان امشى على سور الحديقه والذى لا يزيد ارتفاعه عن متر ونصف فى البدايه كنت احتاج احد بجوارى وفى وقت بسيط اصبح لدى القدره لاعتمد على نفسى. كنت افرد ذراعى وكانى فى طريقى للطيران ونادرا ما كان يمر لاحدهم لاقفز فجاه

قبل ان يرانى

واما الليل ..وما ادراك ما ليل الصحراء، انه السحر،لم يكذب الشعراء فيما قالوا عنه لكنى لم اصدق الاعندما رايت بعينى. عندما تنظر للسماء فتراها كانها ثوب من المخمل الاسود مرصع بنجوم من الماس ،من شده بريقها تظن انك لو مددت يدك قليلا سوف تلمسها

لكنى.... لم اعد اذهب هناك........
فلم يعدهنا كما كان ،السور العزيز ارتفع جدا وضمت اطرافه بوابه عملاقه قاسيه،المنازل المتشابهه اختلفت وتباينت حتى البشر..... لم يعودوا كما كانوا
نرى هل بقى للنجوم هناك بريقها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟